عندما تتحول المرأة لعبئ عاطفى
تكثر الدعوات المبالغ فيها بأن الرجل هو من يجب أن يحتوى المرأة, فيحتوى خطئها و غضبها و انفعالها و نشوزها و عواطفها المتقلبه و هرموناتها, و هذه الدعوات و إن كان مصدرها النسوية إلا أن الكثير من الرجال يكررونها فتصبح بلا طعم و لا معنى عندما تخرج من أفواههم.
فالأصل فى المرأة هى أن تحتوى زوجها من مشاق الحياة و مصاعبها خارج المنزل لا أن تضيف عليه فوق الهم هموماً و تتعمد أن تقابله بوجه مكفهر خشن يقطر نكداً و كلمات تقطر سماً عند عودته من يوم عمل شاق مضن للمنزل, ليصبح بيت الرجل جحيماً لا يطاق لا لشئ إلا أنها لم تحصل على تربية كافية من أمها و أبيها.
هذا الطبع الأنانى يلتزم به الكثير من النساء, فرغباتها و نزواتها و متطلباتها فوق كل اعتبار, فلا قيمة لها ما كان يفعله الرجل خارج المنزل فى مطحنة الحياة بل تصنع له مطحنة داخلية أخرى فى المنزل, حتى تصبح عودته للمنزل ثقلاً يربط كاهله يوماً بعد يوم, فلا يشعر بالراحة فيه, بل يفر منه كلما سنحت الفرصة, فرار الطريدة من الضبع.
انتبهت للأمر فى تركيا أول الأمر بالالاف من الرجال المتقاعدين فى مقاهى الرجال (القهوة خانة) و غرف الشاى التابعة للمساجد و الذين ينطلقون من منازلهم فى الصباح الباكر لينتشروا لهذه المرافق ليعودوا وقت الغذاء ثم يرجعوا لمرابضهم حتى موعد النوم, لا لشئ إلا لأن نسائهن لا تسمح لهن بالتواجد فى المنزل, فالرجل من هؤلاء ظل حياته مطحوناً بروتين الوظيفة لا يستطيع الحصول على راحة فى قلب منزله.
و كما قال عجوز منهم عندما كانت تغرمه الشرطة أثناء الحظر: “إما أن تقبضوا علي أو تقبضوا على زوجتى فأنا لن أعود للمنزل”.
أثناء عملى ببعض الشركات, لاحظت الكثير من المتزوجين يتجنبون العودة للمنزل بل يجلسون فى مقاهى حتى التاسعة قبل العودة للمنزل تجبناً لصراع متوقع لا محتمل, و هؤلاء يضيعون وقتاً ثميناً كان يجب أن يستريحوا فيه فى منازلهم و وقتاً أثمن مع أطفالهم, تسببت فيه زوجاتهن بقطع صلة التربية و الرحم للآباء مع أبنائهن و بناتهن.
و مصيبة نساء العبئ العاطفى أنهم إذا لم يجدن الزوج فإنهن يكثفن عملياتهم فى الاستنزاف العاطفى على أبنائهن و بناتهن, فلديها حاجة نفسية للنكد لا تجد فيها إلا أبنائها لاستهدافهم, فهى للأسف لم تحصل على تربية كافية لتتعلم كيف تصبح امرأة ناضجة, ولا كيف تتعامل كسيدة أو تتبع لزوجها كزوجة.
تدعى الكثير من النساء و النسويات أن للمرأة ذكاءًا عاطفياً, و لكن أين هذا الذكاء و هى تتحول لعبئ عاطفى يثقل كاهل الرجل و هى:
1. تسعى لإطلاقه أيام راحته
2. تطارده بالنكد المستمر أثناء وجوده بالمنزل
3. تفتعل المشكلات بسبب و بلا سبب
4. تكثر من القمص و الزعل
5. تتداخل و تتدخل فى قراراته
6. تتداخل بين أصدقائه و علاقاته
7. تكثر من الزن
8. تعبث فى متعلقاته
9. تكثر من الطلبات الغير ذات أهمية لا لشئ إلا تكبيله
10. لا تتوقف أن تكون نداً له فى كل شئ
طبيعة معظم الرجال هى أن يريح باله و يتجنب ما يؤذيه بدلاً من الدخول فى حالة حرب ستكون المرأة فيه هى الخاسر الأكبر و ليس الرجل, فالرجل عادة يتوقف ان الاستجابة لهذه الإستنزافات العاطفية و يصنف زوجته كمصدر عبئ و استنزاف عاطفى يجب الخلاص منه فى أقرب فرصة, و هو يتنفس الصعداء و يستنشق الراحة و الحرية عند الخلاص.
النساء فارغات العقل هن أسرع و أسهل من يتحولن لعبيء عاطفى و ليس على أزواجهن فقط بل على أطفالهن أيضاً, فالطفل يسعى جاهداً بل يخطط للهرب من هذا الاستنزاف العاطفى إذا سنحت له الفرصة, كما تفعل الطفلة أيضاً بفارق أن الطفلة تستشرب حيل الاستنزاف العاطفى من أمها لتطبقها على زوجها - ضحيتها - المستقبلية.
تحول المرأة لعبيء عاطفى و أداة استنزاف لكل من حولها باختصار ليس ذكاءاً عاطفياً, بل غباء عاطفي و عدم نضج على المستوى الفردى و العاطفى و الاجتماعى, فهى لا تعلم دورها فى المنزل و لا أهميته و لا مكانة زوجها و تستنزف كافة قدراتها فى استنزاف زوجها فبدلاً من أن تدفعه للأمام دعماً و سنداً, تكبله و تشده إلى الأرض فلا يتقدم خطوة واحدة للأمام.
أحد أسباب ضعف الأمة كلها و نخرتها من الداخل هو أن النساء صرن بكل أنانية عبئاً عاطفياً على أزواجهن و ثقلاً يكبل أقدام أبنائهن و يرهن المجتمع المتجمد فكرياً و عقلياً و عاطفياً لتقبل طبع المرأة المتطلبة عاطفياً الأنانية لتصبح هى النموذج الأول و الأوحد المثالى لنساء الأمة النخرة.
فتجنبوا مُراهقات العبئ العاطفى و فروا منهن كما يفر الأسد من قطيع ضباع.
فنساء العبئ العاطفى لا يحتجن لرجل يحتويهن بل كن يحتجن لمن يربيهن صغاراً أما الآن فهن بحاجة ماسة للعلاج النفسى.
كتبه الدكتور حمزه موسى