خلال جائحة كورونا يتجول أحمد في منزله وهو قلق بشأن ما يفعله أبنائه ذو التسع والاثنتا عشر عاما عبر الإنترنت  في أثناء تصفح الويب للعمل المدرسي أو للعب ألعاب الفيديو كفورتنايت و روبلكس

(Roblox، Fortnite).

كلا الصبيين مهووسين وشغوفين بالألعاب، ويخشى عليهما والدهما السيد أحمد بشأن الأشياء التي قد تصيبهما، سواء من التعرض لإعلانات غير لائقة أو محتوى جنسي أو عنيف غير ملائم لهما.

يقول السيد أحمد أنه حظر على أجهزتهما أي محتوى للبالغين، لكن هذا لا يعني بالضرورة أن المحتالين لا يمكنهم محاولة الدردشة معهم عبر ألعاب الإنترنت.

السيد أحمد ليس الوحيد، نظرا لأن الأطفال يقضون وقتا طويلا على الإنترنت فإن الآباء يتعاملون مع مجموعة واسعة من المخاوف، فمن الطبيعي أن يركز الآباء على المخاطر المحتملة التي يمكن أن تصيب أبناءهم مثل عمليات الاحتيال والابتزاز الجنسي، حيث من المحتمل أن يقوم شخص بالغ بابتزاز قاصر ليأخذ صور معينة  ويقوم  بمشاركة الصور أو مقاطع الفيديو في مواقع فاضحة أو عمليات الخطف المأساوية نتيجة وقوع قاصر لعملية احتيال عبر الإنترنت.

الخبر السار في هذا المقال أنه بالنسبة لمعظم الأطفال،  فإن زيادة وقت الشاشة بالنسبة لهم لن تترجم إلى زيادة المخاطر بل ومن المحتمل أن يكون الأطفال أكثر أمانا على الإنترنت من أي وقت مضى.

على سبيل المثال في منزل أحد الأصدقاء احتمال الخطر أكثر من امضاء الطفل وقت اضافي على الإنترنت فالخطر يكون صغير نسبيا.

ومع ذلك يرى العديد من الخبراء أن وقت أزمة كورونا ووقت العطل من أهم الأوقات للتحدث مع أطفالك حول المخاطر الرقمية

؟هذا المقال يوضح ٦ استراتيجيات لمساعدتك في إطلاع طفلك أهم المخاطر الرقمية وكيفية توعيته بها

استراتيجيات لمساعدتك في اطّلاع طفلك أهم المخاطر الرقمية

وضع القواعد الأساسية

تبدأ التربية الفعالة عبر الإنترنت بمجموعة من قواعد الأمان المناسبة للعمل التي يجب أن تكون غير قابلة للتفاوض بالنسبة للصغار والمراهقين.

١- لا تشارك المعلومات الشخصية عبر ألإنترنت

٢- لا تشارك الصور على ألإنترنت

٣- لا تتابع أو تصدق أي شخص لا تعرفه

٤- حافظ على دردشة الألعاب فقط حول اللعبة إذ يجب على الطفل أخذ الموضوعات الأخرى بعين الريبة

يسهل على الأطفال فهم واستيعاب هذه القواعد لأنها تعكس نظائرها في العالم الواقعي وهي لا تتحدث إلى الغرباء

قد يتطلب الأطفال الأكبر سناً توضيحا أشمل، إذ يمكن أن تؤدي مراجعة الأساسيات إلى محادثة أكثر دِقَّة حول مواضيع مثل التنمر عبر وسائل التواصل الاجتماعي وإدارة السمعة وتذكيرهم بأن الصور ومقاطع الفيديو التي ينشروها باقية للأبد ويمكن استغلالها من قبل العديد من الأشخاص والتنمر عليهم بواسطتها.

مع أنّ أن القواعد يجب أن تكون صارمة فإنه من المفيد تقديمها في محادثة عائلية ويمكن إشراك الأشقاء الأكبر سناً في بناء الحدود العملية والمعقولة للأشقاء الأصغر سناً.

وينصح كذلك في إشراك ألأطفال في وضع الإرشادات بالإضافة إلى العقوبات المفروضة على المخالفات مما سيمنح الأطفال إحساس الملكية مما يؤدي إلى التزام الأطفال بالقواعد التي لهم رأي في إنشائها.

استخدام المراقبة الأبوية

يمكن للوالدين البَدْء في فرض قواعد الأمان عبر الإنترنت بمساعدة إعدادات الرِّقابة الأبوية الموجودة في الأجهزة والخدمات الرقمية، هذه الإعدادات تمنع الأطفال الصغار من رؤية محتوى مزعج ويحدون من قدرتهم على مشاركة المحتوى الذي يمكن استخدامه بشكل غير لائق.

تعتبر أدوات  الرقابة للوالدين رائعة وممتازة إذا كان لدى الآباء الوقت والخبرة التقنية لاستخدامها.

حيث أمكن ابدأ بالخيارات المجانية العالمية للتحكم بإعدادات أجهزة أطفالك، حيث يقدم مزودو خدمة الإنترنت إعدادات على مستوى جهاز التوجيه تتيح لك التحكم في ما يحدث على شبكة الواي فاي المنزلية.

تتمثل الخطوة التالية في استخدام أدوات سلامة الأطفال المضمنة في أنظمة التشغيل مثل الويندوز والماك، ثم ضبط إعدادات البحث الآمن من جوجل على أي متصفحات تستخدمها

لحماية الهواتف والأجهزة اللوحية ، انتقل إلى

Apple's ScreenTime لنظام iOS أو Google Family Link لنظام Android.

إذا كنت بحاجة إلى المزيد من الميزات ، فابحث عن التطبيقات المدفوعة مثل

Bark و Webwatcher و Open DNS على مستوى جهاز التوجيه من Cisco.

لكن لا يجب على الآباء الاعتماد بشكل كلي على الإعدادات، عملية النقاش العائلي تسهم بشكل كبير في زيادة الوعي لدى الأبناء بإجراءات الوقاية لسلامتهم بالإضافة إلى تخفيف هذه الوسائل إذا كان الطفل يتصرف بشكل ناضج عبر الإنترنت.

لكن هذه الإجراءات الوقائية من عمليات حظر المواقع لن تكون ذات نفع لدى المراهقين.فينصح  بالتحول من إعدادات الحظر إلى إعدادات المراقبة لأن الضوابط الأبوية غير فعالة لدى المراهقين.

هناك العديد من الأدوات التي تتيح للآباء مراقبة نشاط المراهقين عبر الإنترنت بتفاصيل دقيقة، لكن الخبراء ينصحون باستخدامها كملاذ أخير، لأن هذا النوع من ألإدارة التفصيلية يمكن أن يخلق عَلاقة عدائية بينك وبين طفلك.

والأهم من ذلك، منعه من تطوير مهارات اتخاذ القرار ففي النهاية أنت تريد تدريبهم ليصبحوا بالغين أكْفاء.

رتب منزلك ليتلاءم مع إعدادات الأمان عبر الإنترنت

بينما قد تميل إلى إبعاد نفسك عن أطفالك على أمل إنجاز بعض الأعمال، يظل العنصر الجسدي مهما للغاية لأي خُطَّة تربية عبر الإنترنت.

نحن نقترح عليك وضع جهاز حاسوب أو نظام ألعاب منزلي يكون في منطقة عامة بالمنزل حيث يمكنك مراقبة طفلك ومراقبة ما هو معروض على الشاشة.

يجب إجراء  المؤتمرات والاجتماعات المدرسية  في أماكن مشتركة بدلا من غرف النوم، هذا يجعل من السهل تجنب الأشياء الموجودة في الخلفية من ملصقات وصور تكشف الكثير من المعلومات.

عند عقد الاجتماعات المدرسية من الواجب إخبار الأطفال أنه من غير اللائق عقد الاجتماع بملابس النوم أو إظهار أفراد العائلة في كاميرات الويب.

بالنسبة للأطفال الذين يبلغون من العمر ما يكفي لامتلاك جهاز محمول، هناك تحديات أخرى، الطبيعة الخاصة جداً للهواتف والأجهزة اللوحية تجعل من السهل على الأطفال استكشاف ما وراء الحدود الموضوعة.

تتمثل إحدى طرق الحفاظ على بعض التحكم في أجهزة طفلك في إنشاء محطة شحن في منطقة مشتركة وإعلان حظر تجول رقمي في غرف النوم في الصباح والمساء.

تعريف الأطفال على أدوات الإبلاغ وتمكينهم منها

في العالم الحقيقي نعلم أطفالنا كيفية الاستجابة للخطر، ونشرح وقت الاتصال برقم الطوارئ وكيفية العثور على ضابط شرطة عند الضياع أو كيفية طلب المساعدة، نقترح منحهم تعليمات مماثلة لأنشطتهم عبر الإنترنت.

يبدأ ذلك بتشجيعهم على التكلم معك في حال حدوث أي تفاعلات مزعجة مع الأفراد، من الجيد أيضا مساعدتهم على فهم كيفية اتخاذ إجراء مباشر

تمتلك العديد من المنصات طرقا لحظر المحتوى أو السلوك غير اللائق أو الإبلاغ عنه، ويحتاج الأطفال إلى فهم كيفية العثور على هذه الأدوات واستخدامها، يجب أن تشرح لهم كيفية استخدام العملية ومتى من المناسب استخدامها، مع الاستشهاد بأمثلة من العالم الحقيقي

الأطفال أذكي بكثير مما ينسب إليهم الفضل بذلك، إذا كان هناك شيئ مخيف، فهم يعرفون منع الشخص المسؤول عنه والإبلاغ عنه.

نموذج السلوك الجيد

لا يستمع الأطفال دائما إلى ما نقوله، لكنهم دائما ما يشاهدون ما نفعله.

انهم يدركون تماما أي نفاق من قبل الكبار في حياتهم، لذا توقف لحظة لمراجعة سلوكك على الإنترنت.

هل تتصيد الغرباء بحياتك على وسائل التواصل الاجتماعي بينما تصل على أن يمارس أطفالك المواطنة الرقمية الجيدة؟

هل تنشر صور لأطفالك على الإنترنت دون  إذنهم؟

ماذا عن إبقاء هاتفك كمنبه بجوار سريرك؟

يتلقى العديد من المراكز شكاوي من أطفال يقولون انهم لا يستطيعون جذب انتباه آبائهم

إذا كنت محترما سوف يحذو طفلك حذوك.

لا تشدد على وقت استخدام الشاشة

أخيرا يتفق الخبراء على أنه نظرا للأزمة الحالية، ليس هذا هو الوقت المناسب للقلق بشأن  الساعات التي يقضيها أطفالك  على هواتفهم وأجهزة الحاسوب.

لا يتعلق الأمر بالشاشات في الوقت الحالي أنه يتعلق بالحياة، فكر جيدا هل يحصل أطفالك على قسط كافي من النوم والراحة؟ هل يحصلون على بعض التمارين؟ هل يحصلون على تفاعل اجتماعي؟ ⁣

بدلا من الجدال مع أطفالك حول مقدار الوقت الذي يخصصونه لأجهزتهم، قم بإعداد بدائل ممتعة وخالية من التِقَانَة مثل جولات المشي العائلية وركوب الدراجات وتحديات وألعاب الطاولة.

يمكن أن يكون لاختيارك المحتوى أيضاً تأثير على مدى ثبات بقاء أطفالك ملتصقين بشاشاتهم، فينصح استخدام مواقع الاشتراك بدلا من المواقع المجانية التي تبني أعمالها ونماذجها بناءاً على فكرة إبقاء طفلك أمام  الشاشة ضمن المدّة السليمة للناحية البشرية.

https://www.consumerreports.org/digital-security/internet-safety-for-kids-how-to-protect-your-child-from-online-threats-a3970856439/?fbclid=IwAR1Ey8S8_gDsYbEEIfQL4lCg3LrLAdvYIBwrVTpt2CIBoUu2JHHTkWrnrfU