العلاج و التداوى من خلال ركوب الخيل, مرحلة جديدة و انشغال لمدة سنتين ماضيتين.
العلاج و التداوى من خلال ركوب الخيل, مرحلة جديدة و انشغال لمدة سنتين ماضيتين.
---------
بصفتي طبيبًا وراكب خيول ومطورًا مرتبطًا شخصيًا بالصرع، تمكنت من دمج خبرتي المهنية مع شغفي بالخيول لإنشاء علاجات مبتكرة للمرضى الذين يعانون من حالات عصبية مختلفة. على مدار العامين الماضيين، كنت أعمل بشكل خاص مع المرضى باستخدام مزيج من العلاج بمساعدة الخيول والتمارين المصممة خصيصًا، كل ذلك مع الاستفادة من الذكاء الاصطناعي وتقنية الرؤية الحاسوبية لمحاكاة وتقييم وتحسين العلاج.
كان هدفي هو تحسين نوعية الحياة لأولئك الذين يعانون من مشاكل في قوة العضلات ومشاكل المشي وعدم التوازن - وهي حالات شائعة لدى مرضى الصرع، وكذلك المصابين بالتصلب المتعدد.
و لكن الرحلة الحقيقية بدأت عندما سألنى صديقى إن كان حصانى ودوداً مع الأطفال ذوى الإحتياجات الخاصة من ذوى التوحد, فقلت إنه ودود مع الأطفال, فكان أن جربناه مع ابنتيه و كانت النتائج مذهلة, حتى فى بعض الأحيان كان الحصان يرفض مغادرة فيلا صديقى و العودة مع للمزرعة عدة مرات, كأنه كان يشعر أن مهمته لم تنته بعد.
كوني مصابًا بالصرع، فأنا أفهم بشكل مباشر التحديات التي يفرضها الاختلال العصبي الذي يتبع النوبات، مثل تشنج العضلات وضعف التوازن وضعف التنسيق. كانت هذه الصراعات هي القوة الدافعة وراء رغبتي في إنشاء نظام يمكن أن يساعد الآخرين في مواقف مماثلة.
تابعت رحلتي لاحقاً بمهمة شخصية لتطوير أفضل التمارين المصممة خصيصًا لمرضى الصرع الذين يعانون من هذه المشكلات بعد النوبات. شعرت بقوة أن العلاج بمساعدة الخيول يمكن أن يكون بمثابة تغيير كبير، ومع خلفيتي في كل من الطب والتكنولوجيا، شرعت في تصميم برنامج يدمج هذه التخصصات.
بالتعاون مع العديد من أصدقائى من راكبي الخيول و بعض الأطباء في مدن متعددة، بدأت في تجربة سلالات مختلفة من الخيول وخطواتها، واختبارها وفقًا للاحتياجات الفريدة لمرضاي.
كان أحد أهم الاكتشافات هو تأثير سلالة خيول Rahvan، المعروفة بمشيتها الفريدة ذات القدم الواحدة.
هذه المشية السلسة والإيقاعية مفيدة بشكل خاص للمرضى الذين يعانون من الصرع والتصلب المتعدد. تساعد الحركة اللطيفة لخيول Rahvan في إعادة تكوين العضلات وإعادة تأهيل الأعصاب والعضلات والتوازن. تحاكي المشية الحركات الطبيعية للمشي، وهو أمر حيوي لإعادة تدريب العضلات والأعصاب للعمل معًا بشكل أكثر فعالية، وخاصة في الأفراد الذين تضررت مهاراتهم الحركية بسبب الظروف العصبية.
لم يكن نهجي قائمًا على الخبرة العملية فحسب، بل كان أيضًا مدعومًا بشكل كبير بالتكنولوجيا. بصفتي مطورًا، تمكنت من إنشاء أدوات تعتمد على الذكاء الاصطناعي تستخدم محاكاة الرؤية الحاسوبية لتتبع وتحليل حركات المريض أثناء الركوب. سمحت لي هذه الأدوات بمراقبة مشاركة العضلات ووضعية الجسم وأنماط الحركة في الوقت الفعلي، مما زودني ببيانات قيمة لتصميم تمارين أكثر دقة وشخصية لكل فرد. من خلال محاكاة سيناريوهات ركوب مختلفة، يمكننا تحديد مشكلات محددة في قوة العضلات والتوازن والتنسيق، ثم ضبط التمارين وفقًا لذلك.
عدد التمارين المصممة خصيصاً للبرامج المختلفة:
١- تمارين خاصة لمرضى الصرع with
- Tonic-Clonic Seizures - ٧ تمارين
- Myoclonic Seizures - ١٣ تمرين
٢- تمارين مخصصة لمرضى التصلب المتعدد MS بمراحله الأولى:
٢٣ تمرين للخيل العربى
٧ تمارين لخيول الرهوان التركية
٣- تمارين مخصصة لتعديل وضعيات الجسم
- APT - anterior pelvic tilt
- forward neck posture - Tech Neck
- Rounded Shoulders with Tech neck
مجموع تمارين على الخيل ٣٢ تمريناً.
----
كان استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي و المحاكاة لا يقدر بثمن في إنشاء برامج مستهدفة تتكيف مع الاحتياجات الفريدة لكل مريض. ساعدتني الملاحظات في الوقت الفعلي من هذه المحاكاة في تحسين التمارين، والتأكد من أنها فعالة قدر الإمكان. على سبيل المثال، بالنسبة للمرضى الذين يعانون من فرط التوتر العضلي، قمت بتطوير تمارين تتضمن الحركات الفريدة لحصان راهوان، جنبًا إلى جنب مع روتين التمدد والتقوية الذي يمكن تعديله بناءً على استجابات المريض.
تهدف هذه التمارين إلى تحسين المرونة، وتخفيف توتر العضلات، وإعادة التحكم الحركي السليم، كل ذلك مع الاستفادة من الحركات الطبيعية للحصان.
جانب رئيسي آخر من البرنامج هو تدريب المشي. يعاني العديد من مرضى الصرع من مشاكل المشي، وخاصة بعد النوبات، وتساعد الخيول بشكل طبيعي في ذلك بسبب التحفيز الحسي العميق الذي توفره. تشجع حركة الحصان على تحويل الوزن بشكل صحيح والتوازن والوضعية.
لقد قمت بدمج تمارين ركوب محددة حيث يجب على المرضى تحويل وزنهم استجابة لحركة الحصان، مما يساعد على إعادة تدريب الجسم على المشي والحركة بكفاءة أكبر. بالنسبة لمرضى التصلب المتعدد، يمكن أن تساعدهم هذه التمارين على استعادة وظائفهم الحركية المفقودة وتحسين حركتهم بشكل عام.
كان عملي مستمرًا وتجريبيًا، ويجري في عدة مدن بدعم من أصدقائي وزملائي من راكبي الخيل. لقد أمضينا ساعات لا حصر لها في اختبار تقنيات مختلفة وصقل التمارين لضمان فعاليتها وأمانها لكل مريض. من ضبط شدة التمارين بناءً على تقدم المريض إلى تجربة سلالات مختلفة من الخيول وأنماط المشي، تم تصميم كل جانب من جوانب البرنامج بعناية لتحقيق أفضل النتائج.
كانت النتائج واعدة بشكل لا يصدق. لقد رأيت بنفسي كيف ساعد العلاج بمساعدة الخيول، جنبًا إلى جنب مع التمارين المخصصة، المرضى على تحسين وضعيتهم وتقليل تشنج العضلات وتعزيز التوازن والتنسيق. لقد رأيت أيضًا كيف مكنت أدوات الذكاء الاصطناعي من تتبع تقدم المريض بدقة أكبر، مما يسمح لنا بتعديل العلاج ليناسب احتياجاتهم في الوقت الفعلي. كانت ردود الفعل من المرضى إيجابية بشكل كبير، وأبلغ العديد منهم عن تحسن في أنشطتهم اليومية، من المشي والوقوف إلى أداء المهام اليومية.
لم أشارك معظم تحركاتى أو نشاطاتى فى هذا الأمر إلا مع قلة قليلة للغاية على مدى السنتين الماضيتين من الأصدقاء و بعضهم يفضل أن يظل مجهولاً, و هنا أشكر
أبى الذى علمنى أن أستفيد من كل ما أتعلمه و أعيد توظيفه للأفادة, ثم صديقى Cahit Doğan على الدعم الكبير المعنوى فهذا المشروع, و صديقى Talha Doğaner الذى لم أخبره بكل شئ و لكن حماسه كان منفجراً جداً لدفعى بعنف فى هذا المشروع, بعد أن كدت أن أستسلم.
كما أشكر بعض الأصدقاء من الأطباء و الخيالة و المدربين و على رأسهم Zülküf Eren على الدعم المعنوى الكبير فى هذا المشروع.
و المعلومات المكتملة عن التى كنت أجهلها عن سلالات الخيل التركية من الأستاذ الخيال المخضرم: عمر جنكيز.
و صديقى و أستاذى العزيز Hulusi Tosun على الدعم اللامحدود فى هذا المضمار.
على مدى السنتين الماضيتين قمت بعشرات السفريات لعدة مدن, من أجل العمل على بعض البرامج, فى بعض السفريات لم يكن فى جيبى ليرة واحدة و لكن معظم السفريات تقريباً كانت برعاية صديقى أب الطفلتين ذوات التوحد, مصمماً على أن أتابع و أستمر بالمشروع, الذى كنت قد فقدت الأمل فيه عدة مرات.
شكر خاص لأخى و صديقى د. أيمن صادق و صديقى د. محمد شهاب أصدقاء الدفعة على دعمهم المستمر و المتواصل.
و صديقى و أخى أيمن زيزى على الدعم الذى لا يتوقف.
و عذرا لمن لم أتمكن من ذكرهم هنا.
و الحمد لله رب العالمين.
